لماذا أبدأ الدراسة من وقت مبكر؟
أود الكتابة عن تجربتي في بدء الدراسة للمادة مع بداية تدريسها: هل الأمر يستحق؟ ما هي الفوائد و التحديات؟ كيف تمكنت من فعلها؟ لكن أولاً، لماذا فعلتها؟ لأني أريد أن أرى كيف سيكون الوضع لو درست لنفسي (من أجل تعليمي) و ليس من أجل الامتحان، و أن أقارن بينه و بين ذاك الحال بوضع كل شيء بعين الاعتبار.
البدء المبكر، و بالتالي حِظِيّ بمتسع من الوقت لأبحث و أعرف، جعلني أتلقى المعلومات بطريقة عميقة و شخصية أكثر من كونها بيانات محضة — حتى و لو تم تدريسها على هذا السياق — و هذا جعل من الدراسة شيئاً ممتعاً جداً و مفيداً بالنسبة لي. كذلك، انكشف لبصيرتي الغرض من تدريس المادة و كيف هي ستفيدني كممارس؛ تلاشى لديّ الاحتقان العاقب للسؤال الغاضب الذي كان يراودني في السابق: "لماذا يتم تدريسي هذا؟! و لماذا هو معقد لهذه الدرجة؟! و لماذا نحن هنا؟! و ما هو الغرض من الحياة؟!" و تحولت استجابتي للمواد من "الحاكم الاستبدادي و الاعتباطي الذي سيقرر سواء كنت نافعاً أكاديمياً أم لا" إلى الطريقة الأكثر ملائَمة: "صديقي و سبيلي للمعرفة الموسعة عن مجالي و زيادة كفاءتي."
أحد أكبر الفوائد متمثلة في انعدام حالات توتر ما قبل الامتحان — أو على الأقل التقليل منها بشكل كبير. قلوقات كثيرة كانت تؤرقني لم تعد تحمل ذلك الأثر بعد اليوم: ما الذي سأُسأَل عنه؟ و كيف سأجاوب؟ على ماذا أركز؟ درست ما نال اهتمامي، و تجاوزت ما أراه زيادة للمساحة فقط لا غير. الامتحان أصبح شيء غير ذو صلة بالنسبة لي — أي ليس بالأمر الجلل الجالب للعواصف — و أطلقت سراح النتيجة: تركتها تأتي كما تأتي. و أن يصبح الكيرف (النظام الاعتباطي الذي يحدد علامتك مقارنةً بذوي فصلك) عالي كما يتسنى له. و لا أظن أن هناك شيئاً مريحاً أكثر من ذلك في العالم.
التحديات؟ كما هو واضح، فعل شيء كهذا متطلب لمرحلة عالية من الانضباط، الالتزام و التوجه. و هذا هو الجزء الأصعب. لكن الأمر الذي جعل وصوله ممكناُ بالنسبة لي هو أني سئمت و تضجرت من فوضى ما قبل الامتحان، و عدم النوم مرتاح البال في الأيام السابقة لموعد الامتحان، و سئمت من اضطراري أن أجمع أشتاتي مع بعضها البعض قبل تسليمي لورقة الامتحان. وصلت مكاناً حيث أصبحت يائساً بما يكفي ليكون ليس لدي حل غير هذا: الانضباط. هل كان الأمر يستحق؟ ربما. لكنه أفضل من البدائل الجحيمية، المعيقة للتطور و المثيرة للشفقة.